-->

قصة الهبه والمرأة العجوز

حجم خط المقالة

قصة الهبه والمرأة العجوز



كانت هناك أرملة عندها ابنتان جميلتان جدا. كانت الأولى تسمى إزما وقد ورثت تكبر وطمع أمها، أما الأخرى واسمها نورا، فقد ورثت طيبة والدها الذي توفي وهو في ريعان الشباب. كانت نورا تقوم بكل أعمال المنزل لأنها لم تكن ترفض أبدا أوامر أمها وأختها، وخرجت ذات يوم للبحث عن ماء وعند مرورها ببئر، اقتربت منها امرأة عجوز وقالت لها: - الجو حار وأشعر بعطش شديد. هل تريدين أن تعطيني ماء؟ - بالطبع نعم! اشربي كما تريدين!



قالت العجوز: إنك جميلة جدا وطيبة جدا .. إنك تستحقين أن تخرج من فمك اللالي عندما تتكلمين. عادت الفتاة مبتسمة إلى البيت. قالت الأم: لقد تأخرت كثيرا وكنا في انتظار وصول الماء. اعتذرت الفتاة قائلة: وجدت امرأة عجوزا رائعة جدا. أوه، يا للعجب! كانت تخرج من فمها لآلى جميلة جدا وهي تتكلم.
عندما حكت نورا ما حدث معها، قالت الأم لابنتها الكبرى : هيا اذهبى يا إرما إلى المكان الذي قابلت فيه أختك المرأة العجوز، بالطبع ستعطيك هبة أكبر من هبتها. ارتدت إرما أفضل ثيابها وتوجهت إلى المكان وهي تحمل الإبريق. وكما كانت تأمل، ظهرت المرأة وطلبت منها أن تشرب. قربت إرما الإبريق من شفتيها، ولكن المرأة كانت ترتعد فوقع الماء فوق ملابسها.
قالت الفتاة، اذهبي إنك إنسانة فظة! قالت العجوز: إنك متكبرة وأتمنى أن يخرج من فمك ما تكنين في صدرك. وعندما وصلت إرما إلى المنزل وبدأت تحكى ما حدث بينها وبين المرأة المتسولة، خرج من فمها ضفادع. بدأت تبكي وبكت الأم أيضا.
ظلت نورا ثلاثة أيام بثلاث ليال تبحث عن المرأة العجوز حتى وجدتها وطلبت منها أن تسامح أختها.
فقالت العجوز: سأسامحها إذا وافقت أنت على فقدان هبتك. وافقت پورا ولم يعد يخرج من فمها أية لؤلؤة، ولا ضفادع من فم أختها. لقد أستفدن من هذا الدرس، وهو القناعة بما عندهن، والعيش في سعادة كبيرة.